فصل: تفسير الآيات (1- 14):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (31- 40):

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {إن للمتقين مفازاً} قال: فازوا بأن: نجوا من النار.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {إن للمتقين مفازاً} قال: مفازاً من النار إلى الجنة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {إن للمتقين مفازاً} قال: منتزها {وكواعب} قال: نواهد {أتراباً} قال: مستويات {وكأساً دهاقاً} قال: ممتلئاً.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {حدائق وأعناباً} قال: الحدائق البساتين. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
بلاد سقاها الله أما سهولها ** فقضب ودر مغدق وحدائق

قال: أخبرني عن قوله: {كأساً دهاقاً} قال: الكأس الخمر والدهاق الملآن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر:
أتانا عامر يرجو قرانا ** فأترعنا له كأساً دهاقاً

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {كواعب} قال: العذارى.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد في قوله: {كواعب} قال: نواهد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {وكأساً دهاقاً} قال: هي الممتلئة المترعة المتتابعة، وربما سمعت العباس يقول: يا غلام اسقنا وادهق لنا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس {وكأساً دهاقاً} قال: ملأى.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وقتادة ومجاهد والضحاك والحسن مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {وكأساً دهاقاً} قال: يتبع بعضها بعضاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {وكأساً دهاقاً} قال: المتتابعة.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير والضحاك مثله.
وأخرج هناد عن عطية قي قوله: {وكأساً دهاقاً} قال: ملأى متتابعة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي هريرة {وكأساً دهاقاً} قال: دمادم. قال: المؤلف فارسي بمعنى متتابعة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله: {وكأساً دهاقاً} قال: متتابعة صافية.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال: إذا كان فيها خمر فهي كأس، وإذا لم يكن فيها خمر فليس بكأس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً} قال: باطلاً ولا مأثماً، وفي قوله: {عطاء حساباً} قال: كثيراً وفي قوله: {لا يملكون منه خطاباً} قال: كلاماً.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {جزاء من ربك} قال: عطاء منه {حساباً} قال: لما عملوا وفي قوله: {لا يملكون منه خطاباً} قال: كلاماً.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الروح جند من جنود الله ليسوا بملائكة لهم رؤوس وأيد وأرجل، ثم قرأ {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً} قال: هؤلاء جند وهؤلاء جند.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد قال: الروح خلق على صورة بني آدم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد قال: الروح يأكلون ولهم أيد وأرجل ورؤوس وليسوا بملائكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي صالح في قوله: {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً} قال: الروح خلق كالناس، وليسو بالناس، لهم أيد وأرجل.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الشعبي في قوله: {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً} قال: هما سماطا رب العالمين يوم القيامة، سماط من الروح، وسماط من الملائكة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبدالله بن بريدة قال: ما يبلغ الجن والإِنس والملائكة والشياطين عشر الروح، ولقد قبض النبي وما يعلم الروح.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً} قال: الروح أعظم خلقاً من الملائكة، ولا ينزل ملك إلا ومعه روح.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {يوم يقوم الروح} قال: هو ملك من أعظم الملائكة خلقاً.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود، قال: الروح في السماء السابعة، وهو أعظم من السموات والجبال ومن الملائكة يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة، يخلق الله من كل تسبيحة ملكاً من الملائكة يجيء يوم القيامة صفاً وحده.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال: الروح حاجب الله يقوم بين يدي الله يوم القيامة، وهو أعظم الملائكة لو فتح فاه لوسع جميع الملائكة، والخلق إليه ينظرون، فمن مخافته لا يرفعون طرفهم إلى من فوقه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مقاتل بن حبان قال: الروح أشرف الملائكة، أقربهم من الرب، وهو صاحب الوحي.
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن وهب بن منبه قال: الروح ملك من الملائكة، له عشرة آلاف جناح، ما بين كل جناحين منها ما بين المشرق والمغرب، له ألف وجه، لكل وجه ألف لسان، وشفتان وعينان يسبح الله تعالى.
وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات «عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح».
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله: {يوم يقوم الروح} قال: جبريل.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: إن جبريل يوم القيامة القائم بين يدي الجبار ترعد فرائصه فرقاً من عذاب الله يقول: سبحانك لا إله إلا أنت، ما عبدناك حق عبادتك إن ما بين منكبيه كما بين المشرق إلى المغرب، أما سمعت قول الله: {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً}.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {يوم يقوم الروح} قال: يعني حين تقوم أرواح الناس مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلى الأجساد.
أخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {وقال صواباً} قال: شهادة أن لا إله إلا الله.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {وقال صواباً} قال: شهادة أن لا إله ألا الله.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {وقال صواباً} قال: حقاً في الدنيا وعمل به.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان وضعفه عن جابر بن عبدالله قال: «قال العباس بن عبد المطلب يا رسول الله: ما الجمال؟ قال: صواب القول بالحق. قال: فما الكمال؟ قال: حسن الفعال بالصدق والله أعلم».
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً} قال: سبيلاً.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله: {يوم ينظر المرء} قال: المؤمن.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن أنه قرأ هذه الآية {يوم ينظر المرء ما قدمت يداه} قال: هو المؤمن العامل بطاعة الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن أبي هريرة قال: يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول: كوني تراباً فذلك حين يقول الكافر: {يا ليتني كنت تراباً}.
وأخرج الدينوري في المجالسة عن يحيى بن جعدة قال: إن أول خلق الله يحاسب يوم القيامة الدواب والهوام حتى يقضي بينها، حتى لا يذهب شيء بظلامته، ثم يجعلها تراباً، ثم يبعث الثقلين الجن والإِنس فيحاسبهم فيومئذ يتمنى الكافر {يا ليتني كنت تراباً}.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: تقاد المنقورة من الناقرة، والمركوضة من الراكضة، والجلحاء من ذات القرون، والناس ينظرون، ثم يقول: كوني تراباً لا جنة ولا نار، فذلك حين يقول الكافر: {يا ليتني كنت تراباً}.
وأخرج عبد بن حميد وابن شاهين في كتاب العجائب والغرائب عن أبي الزناد قال: إذا قضى بين الناس وأمر بأهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار قيل لسائر الأمم ولمؤمني الجن عودوا تراباً فيعودوا تراباً، فعند ذلك يقول الكافر حين يراهم قد عادوا تراباً: {يا ليتني كنت تراباً}.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: إذا حوسبت البهائم ثم صيرها الله تراباً، فعند ذلك قال الكافر: {يا ليتني كنت تراباً}.
وأخرج عبد بن حميد عن ليث بن أبي سليم قال: الجن يعودون تراباً.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ليث بن أبي سليم قال: ثواب الجن أن يجاروا من النار، ثم يقال لهم: كونوا تراباً.

.سورة النازعات:

.تفسير الآيات (1- 14):

{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عليّ في قوله: {والنازعات غرقاً} قال: هي الملائكة تنزع أرواح الكفار {والناشطات نشطاً} هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الأظفار والجلد حتى تخرجها {والسابحات سبحاً} هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين بين السماء والأرض {فالسابقات سبقاً} هي الملائكة يسبق بعضها بعضاً بأرواح المؤمنين إلى الله {فالمدبرات أمراً} قال: هي الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {والنازعات غرقاً} قال: هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار.
وأخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس {والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً} قال: الموت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {والناشطات نشطاً} قال: الموت.
وأخرج جويبر في تفسيره عن ابن عباس في قوله: {والنازعات غرقاً} قال: هي أرواح الكفار لما عاينت ملك الموت فيخبرها بسخط الله غرقت فينشطها انتشاطاً من العصب واللحم {والسابحات سبحاً} أرواح المؤمنين لما عاينت ملك الموت قال: اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى روح وريحان ورب غير غضبان، سبحت سباحة الغائص في الماء فرحاً وشوقاً إلى الجنة {فالسابقات سبقاً} قال: تمشي إلى كرامة الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً} قال: هاتان الآيتان للكفار عند نزع النفس تنشط نشطاً عنيفاً مثل سفود في صوف، فكان خروجه شديداً {والسابحات سبحاً فالسابقات سبقاً} قال: هاتان للمؤمنين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {والنازعات غرقاً} قال: النفس حين تغرق في الصدور {والناشطات نشطاً} قال: الملائكة حين تنشط الروح من الأصابع والقدمين {والسابحات سبحاً} حين تسبح النفس في الجوف تتردد عند الموت.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله: {والنازعات غرقاً} قال: الملائكة الذين يلون أنفس الكفار إلى قوله: {والسابحات سبحاً} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح {والنازعات غرقاً} قال: الملائكة ينزعون نفس الإِنسان {والناشطات نشطاً} قال: الملائكة ينشطون نفس الإِنسان {والسابحات سبحاً} قال: الملائكة حين ينزلون من السماء إلى الأرض {فالسابقات سبقاً} قال: الملائكة {فالمدبرات أمراً} قال: الملائكة يدبرون ما أمروا به.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد {والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً} قال: الموت.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد {والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً والسابحات سبحاً فالسابقات سبقاً فالمدبرات أمراً} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {والنازعات غرقاً} قال: هو الكافر {والناشطات نشطاً} قال: هي النجوم {والسابحات سبحاً} قال: هي النجوم {والسابقات سبقاً} قال: هي النجوم {فالمدبرات أمراً} قال: هي الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء {والنازعات غرقاً} قال: القسي {والناشطات نشطاً} قال: الأوهاق {فالسابقات سبقاً} قال: الخيل.
وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار. قال الله: {والناشطات نشطاً} أتدري ما هو؟ قلت يا نبي الله: ما هو؟ قال: كلاب في النار تنشط العظم واللحم».
وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله: {والسابحات سبحاً} قال: هي النجوم كلها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أن ابن الكوّا سأله عن {فالمدبرات أمراً} قال: الملائكة يدبرون ذكر الرحمن وأمره.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن عبد الرحمن بن سابط قال: يدبر أمر الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل، فإما جبريل فموكل بالرياح والجنود، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح، وأما إسرافيل فهو ينزل عليهم بالأمر.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت من طريق أبي المتوكل الناجي عن ابن عباس في قوله: {فالمدبرات أمراً} قال: ملائكة يكونون مع ملك الموت يحضرون الموتى عند قبض أرواحهم، فمنهم من يعرج بالروح، ومنهم من يؤمن على الدعاء، ومنهم من يستغفر للميت حتى يصلى عليه ويدلى في حفرته.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {يوم ترجف الراجفة} قال: النفخة الأولى {تتبعها الرادفة} قال: النفخة الثانية {قلوب يومئذ واجفة} قال: خائفة {أئنا لمردودون في الحافرة} قال: الحياة.
وأخرج عبد حميد والبيهقي في البعث عن مجاهد في قوله: {يوم ترجف الراجفة} قال: ترجف الأرض والجبال، وهي الزلزلة {تتبعها الرادفة} قال: دكتا دكة واحدة.
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وعبد بن حميد وابن المنذر والحكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبيّ بن كعب قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف الراجفة رجفاً وتزلزل بأهلها وهي التي يقول الله: {يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة} يقول: مثل السفينة في البحر تكفأ بأهلها مثل القنديل المعلق بأرجائه».
وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح {يوم ترجف الراجفة} قال: النفخة الأولى {تتبعها الرادفة} قال: النفخة الثانية.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة} قال: هما الصيحتان، أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله، وأما الأخرة فتحيي كل شيء بإذن الله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه سئل عن قول الله: {يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة} قال: هما النفختان، أما الأولى فتميت الأحياء، وأما الثانية فتحيي الموتى، ثم تلا هذه الآية {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} [ الزمر: 68].
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {قلوب يومئذ واجفة} قال: وجلة متحركة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة {قلوب يومئذ واجفة} قال: خائفة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد {قلوب يومئذ واجفة} قال: وجلة وفي قوله: {أئنا لمردودون في الحافرة} قال: الأرض نبعث خلقاً جديداً {أئذا كنا عظاماً نخرة} قال: مدقوقة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {قلوب يومئذ واجفة} قال: وجفت مما عاينت {يومئذ أبصارها خاشعة} قال: ذليلة {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة} أننا لمبعوثون خلقاً جديداً إذا متنا تكذيباً بالبعث {أئذا كنا عظاماً نخرة} قال: بالية.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس {أئنا لمردودون في الحافرة} قال: خلقاً جديداً.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك {أئنا لمردودون في الحافرة} قال: الحياة.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله: {أئنا لمردودون في الحافرة أئذا كنا عظاماً نخرة} قال: لما نزلت هذه الآية قال كفار قريش: لئن حيينا بعد الموت لنحشرن، فنزلت {تلك إذاً كرة خاسرة}.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ {أئذا كنا عظاماً ناخرة} بألف.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ {ناخرة} بالألف.
وأخرج الطبراني عن ابن عمر أنه كان يقرأ هذا الحرف {إئذا كنا عظاماً ناخرة}.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد قال: سمعت ابن الزبير يقرؤها {عظاماً ناخرة} فذكرت ذلك لابن عباس فقال: أوليس كذلك؟
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طرق ابن عباس أنه كان يقرأ التي في النازعات {ناخرة} بالألف وقال: بالية.
وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب القرظي وعكرمة وإبراهيم النخعي أنهم كانوا يقرؤون {ناخرة} بالألف.
وأخرج الفراء عن ابن الزبير أنه قال على المنبر: ما بال صبيان يقرؤون {نخرة} إنما هي «ناخرة»
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك {عظاماً ناخرة} قال: بالية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: الناخرة العظم يبلى فتدخل الريح فيه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {قالوا تلك إذاً كرة خاسرة} قال: إن خلقنا خلقاً جديداً لنرجعن إلى الخسران، وفي قوله: {فإنما هي زجرة واحدة} قال: صيحة {فإذا هم بالساهرة} قال: المكان المستوي في الأرض.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {قالوا تلك إذاً كرة خاسرة} قال: رجعة خاسرة. قال: فلما تباعد البعث في أنفس القوم قال الله: {إنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة} قال: فإذا هم على ظهر الأرض بعد أن كانوا في جوفها.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال: كانوا في بطن الأرض ثم صاروا على ظهرها.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والشعبي مثله.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الأنباري في الوقف والابتداء وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة أنه سئل عن قوله: {فإذا هم بالساهرة} قال: الأرض كلها ساهرة. وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت:
وفيها لحم ساهرة وبحر

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة {فإذا هم بالساهرة} قال: الساهرة وجه الأرض، وفي لفظ، قال: الأرض كلها ساهرة، ألا ترى الشاعر يقول:
صيد بحر وصيد ساهرة

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الشعبي {فإذا هم بالساهرة} قال: إذا هم بالأرض، ثم تمثل ببيت أمية بن أبي الصلت:
وفيها لحم ساهرة وبحر ** وما فاهوا به أبداً مقيم

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {فإذا هم بالساهرة} قال: بالأرض.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {فإذا هم بالساهرة} قال: بالأرض كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {بالساهرة} قال: تسمى الأرض ساهرة بني فلان.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سهل بن سعد الساعدي {فإذا هم بالساهرة} قال: أرض بيضاء عفراء كالخبزة من النقى.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه قال: الساهرة جبل إلى جنب بيت المقدس.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة {فإذا هم بالساهرة} قال: في جهنم.